ST PETER AND PAUL AUSTRALIA/BRISBA
Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.

Go down
avatar
Fr. Noor Alcasmuosa
Admin
Posts : 3
Join date : 2019-03-19

روحانية‏ ‏الكاهن، أهميتها‏، ‏وخطورتها Empty روحانية‏ ‏الكاهن، أهميتها‏، ‏وخطورتها

Tue Mar 19, 2019 1:53 am
الأب‏ ‏الكاهن‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏مجرد‏ ‏طاقة‏ ‏من‏ ‏نشاط‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏,‏ولا‏ ‏هو‏ ‏مجرد‏ ‏خزينة‏ ‏معلومات‏,‏ولامجرد‏ ‏رئاسة‏ ‏وإدارة‏,‏إنما‏ ‏هو‏ ‏قبل‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏روح‏..‏قدوة‏,‏ونور‏.‏
خطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏أخطر‏ ‏بكثير‏ ‏من‏ ‏خطأ‏ ‏الإنسان‏ ‏العلماني‏.‏
لذلك‏ ‏فإن‏ ‏الكاهن‏ ‏عند‏ ‏تقديمه‏ ‏قربانة‏ ‏الحمل‏,‏يصلي‏ ‏قائلا‏ ‏أعط‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏مقبولة‏ ‏عن‏ ‏خطاياي‏ ‏وجهالات‏ ‏شعبك‏.‏فاعتبر‏ ‏خطايا‏ ‏الشعب‏ ‏جهالات‏.‏أما‏ ‏بالنسبة‏ ‏إليه‏ ‏فلا‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏جهالة‏ ‏لأنه من‏ ‏فم‏ ‏الكاهن‏ ‏تطلب‏ ‏الشريعة‏,‏لأنه‏ ‏رسول‏ ‏رب‏ ‏الجنود‏(‏ملا‏2:7).‏
ما‏ ‏أخطر‏ ‏الخطأ‏,‏الذي‏ ‏يصدر‏ ‏من‏ ‏إنسان‏ ‏يعتبر‏ ‏قدوة‏!‏
إنه‏ ‏واحد‏ ‏من‏ ‏الذين‏ ‏قال‏ ‏لهم‏ ‏المسيح‏ ‏أنتم‏ ‏نور‏ ‏العالم‏(‏مت‏5:14).‏وقال‏ ‏أيضاأنتم‏ ‏ملح‏ ‏الأرض‏ ‏وعقب‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏بقولهولكن‏ ‏إن‏ ‏فسد‏ ‏الملح‏,‏فبماذا‏ ‏يملح؟‏! ‏لا‏ ‏يصلح‏ ‏بعد‏ ‏لشيء‏.‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يطرح‏ ‏خارجا‏,‏ويداس‏ ‏من‏ ‏الناس‏(‏مت‏5:12-13)..‏ما‏ ‏أصعب‏ ‏هذه‏ ‏العبارة‏ ‏الأخيرة‏,‏وما‏ ‏أعمقها‏ ‏ألما‏ ‏في‏ ‏النفس‏.‏
خطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏يعتبر‏ ‏عثرة‏ ‏للشعب‏.‏
وقد‏ ‏ينسب‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏كلها‏,‏أو‏ ‏إلي‏ ‏الدين‏ ‏نفسه‏.‏
فكثير‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏لايفرقون‏ ‏بين‏ ‏الدين‏ ‏ورجال‏ ‏الدين‏..‏علي‏ ‏الأقل‏ ‏سيقولون‏: ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏الكنيسة‏ ‏ورجالها‏!! ‏أو‏ ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏وقادتها‏!! ‏وهكذا‏ ‏يمتد‏ ‏خطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏ليشمل‏ ‏دائرة‏ ‏واسعة‏ ‏جدا‏..‏
خطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏خطير‏,‏لأنه‏ ‏وكيل‏ ‏السرائر‏ ‏الإلهية‏.‏
‏(1‏كو‏4:19)‏أو‏ ‏هو‏ ‏سفير‏ ‏الرب‏(2‏كو‏5:20).‏ويقول‏ ‏عنه‏ ‏السيد‏ ‏الرب الوكيل‏ ‏الأمين‏ ‏الحكيم‏ ‏الذي‏ ‏يقيمه‏ ‏سيده‏ ‏علي‏ ‏عبيده‏ ‏ليعطيهم‏ ‏طعامهم‏ ‏في‏ ‏حينه‏(‏لو‏12:42).‏والمقصود‏ ‏أنه‏ ‏الذي‏ ‏يعطي‏ ‏الطعام‏ ‏الروحي‏ ‏للناس‏..‏فإن‏ ‏كان‏ ‏الوكيل‏ ‏والسفير‏ ‏عثرة‏,‏فكيف‏ ‏ينظر‏ ‏الناس‏ ‏إلي‏ ‏الدين‏ ‏من‏ ‏الناحية‏ ‏العملية؟‏!‏
وخطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏خطير‏,‏لأن‏ ‏المفروض‏ ‏فيه‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مملوءا‏ ‏من‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏.‏
فإن‏ ‏كان‏ ‏الامتلاء‏ ‏من‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏والحكمة‏,‏شرطا‏ ‏من‏ ‏شروط‏ ‏الشمامسة‏(‏أع‏6:5) ‏فكم‏ ‏بالأولي‏ ‏القسوس‏ ‏الذين‏ ‏ينالون‏ ‏أيضا‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏في‏ ‏السيامة‏,‏بوضع‏ ‏اليد‏,‏وبالنفخة‏ ‏المقدسة‏(‏يو‏20:22)..‏ويعمل‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏فيهم‏,‏ويعطيهم‏ ‏سلطان‏ ‏مغفرة‏ ‏الخطايا‏ (‏يو‏20:23).‏
بقدر‏ ‏ما‏ ‏ينظر‏ ‏الناس‏ ‏إلي‏ ‏الكاهن‏ ‏كمثال‏,‏بقدر‏ ‏ماتكون‏ ‏أخطاؤه‏ ‏أو‏ ‏نقائصه‏.‏
الناس‏ ‏ينظرون‏ ‏إليه‏ ‏كوسيلة‏ ‏أيضاح‏ ‏لكل‏ ‏فضيلة‏,‏وكنموذج‏ ‏عملي‏ ‏لكل‏ ‏وصية‏.‏وطبيعي‏ ‏أن‏ ‏الشعب‏ ‏حينما‏ ‏يختار‏ ‏شخصا‏ ‏لسيامته‏ ‏كاهنا‏,‏إنما‏ ‏يختار‏ ‏أفضل‏ ‏العاملين‏ ‏في‏ ‏الشعب‏,‏وأكثرهم‏ ‏روحانية‏ ‏وكفاءة‏ ‏ومعرفة‏..‏فإن‏ ‏أخطأ‏ ‏هذا‏ ‏الأفضل‏,‏فكم‏ ‏تكون‏ ‏العثرة‏ ‏إذن؟‏! ‏إن‏ ‏كان‏ ‏النور‏ ‏الذي‏ ‏فيكم‏ ‏ظلاما‏..!!‏
الناس‏ ‏لايتصورون‏ ‏أن‏ ‏الكاهن‏ ‏يخطئ‏!‏
إنهم‏ ‏يقولون‏: ‏محال‏ ‏أن‏ ‏يحدث‏ ‏هذا‏! ‏إنه‏ ‏أبونا‏ ‏الروحي‏ ‏ومعلمنا‏,‏منه‏ ‏نتعلم‏ ‏الفضيلة‏,‏وطريق‏ ‏الروح‏,‏إنه‏ ‏وكيل‏ ‏المسيح‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏..‏إنه‏ ‏الذي‏ ‏يقف‏ ‏علي‏ ‏المذبح‏,‏ويقدس‏ ‏الأسرار‏,‏ومنه‏ ‏نتناول‏,‏وعليه‏ ‏نعترف‏..‏وهكذا‏ ‏يكون‏ ‏الشعب‏ ‏حساسا‏ ‏جدا‏,‏نحو‏ ‏ما‏ ‏يصدر‏ ‏عن‏ ‏الكاهن‏ ‏من‏ ‏قول‏ ‏ومن‏ ‏فعل‏,‏ويقيسونه‏ ‏بميزان‏ ‏من‏ ‏ذهب‏..‏
أما‏ ‏أمام‏ ‏الغرباء‏,‏فخطأ‏ ‏الكاهن‏ ‏يسيئ‏ ‏إلي‏ ‏الكنيسة‏ ‏كلها‏.‏
خطأ‏ ‏الإنسان‏ ‏العادي‏,‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يمرره‏ ‏الناس‏. ‏أما‏ ‏خطأ‏ ‏القائد‏,‏فيصيب‏ ‏الميع‏,‏ويجعلهم‏ ‏يخجلون‏ ‏أمام‏ ‏الآخرين‏.‏
لما‏ ‏أخطأ‏ ‏داود‏,‏مع‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏كاهنا‏,‏إنما‏ ‏مسيح‏ ‏الرب‏ ‏للحكم‏ ‏والإدارة‏,‏قال‏ ‏له‏ ‏ناثان‏ ‏النبي‏ ‏من‏ ‏فم‏ ‏الرب‏ ‏فيما‏ ‏يقدم‏ ‏له‏ ‏عقوبة‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏أنك‏ ‏قد‏ ‏جعلت‏ ‏بهذا‏ ‏الأمر‏ ‏أعداء‏ ‏الرب‏ ‏يشمتون‏(2‏صم‏12:149).‏فإن‏ ‏كانوا‏ ‏لايشمتون‏,‏فعلي‏ ‏الأقل‏ ‏يتعجبون‏ ‏وينذهلون‏.‏
وبخاصة‏ ‏الخطايا‏ ‏الظاهرة‏ ‏كخطايا‏ ‏الغضب‏,‏واللسان‏.‏
فالمفروض‏ ‏أن‏ ‏لسان‏ ‏الكاهن‏ ‏يفيض‏ ‏بركة‏,‏ويفيض‏ ‏معرفة‏,‏وتصدر‏ ‏منه‏ ‏كلمات‏ ‏الحياة‏..‏فإن‏ ‏صدرت‏ ‏منه‏ ‏كلمة‏ ‏غير‏ ‏لائقة‏,‏فماذا‏ ‏يقول‏ ‏الناس؟‏! ‏وإن‏ ‏غضب‏ ‏في‏ ‏نرفزة‏ ‏لاينتظرها‏ ‏أحد‏,‏ماذا‏ ‏يكون‏ ‏تأثير‏ ‏هذا‏ ‏علي‏ ‏الشعب؟‏! ‏وهل‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يقف‏ ‏علي‏ ‏المنبر‏,‏ويتحدث‏ ‏عن‏ ‏فضائل‏ ‏الوداعة‏ ‏واللطف؟‏!‏
وهناك‏ ‏ملاحظة‏ ‏مهمة‏,‏نقولها‏ ‏في‏ ‏صراحة‏ ‏وهي‏:‏
مدي‏ ‏الحرص‏ ‏والاستعداد‏ ‏في‏ ‏التقدم‏ ‏إلي‏ ‏التناول‏.‏
إن‏ ‏العلمانيين‏ ‏يستعدون‏ ‏للتناول‏ ‏بكل‏ ‏حرص‏ ‏وتدقيق‏,‏وبالتوبة‏,‏والاعتراف‏,‏فإن‏ ‏لم‏ ‏يكونوا‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏روحية‏ ‏لائقة‏,‏فإنهم‏ ‏يؤجلون‏ ‏تقدمهم‏ ‏للتناول‏,‏كغير‏ ‏مستحقين‏..‏
أما‏ ‏الكاهن‏ ‏فإنه‏ ‏مضطر‏ ‏للتناول‏ ‏كل‏ ‏أحد‏,‏أو‏ ‏في‏ ‏موعد‏ ‏خدمته‏,‏ولايستطيع‏ ‏أن‏ ‏يعطل‏ ‏القداس‏ ‏بحجة‏ ‏أنه‏ ‏غير‏ ‏مستعد‏,‏أو‏ ‏غير‏ ‏تائب‏..!! ‏فكيف‏ ‏إذن‏ ‏سيقف‏ ‏علي‏ ‏المذبح‏,‏ويخدم‏ ‏ويتناول‏..‏؟
أليس‏ ‏الواقع‏ ‏أنه‏ ‏سيتناول‏ ‏مهما‏ ‏كانت‏ ‏الأسباب‏ ‏والعوائق؟‏!‏
حقا‏,‏ما‏ ‏أخطر‏ ‏هذا‏ ‏الأمر‏!! ‏لذلك‏ ‏من‏ ‏واجب‏ ‏الكاهن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مستعدا‏ ‏باستمرار‏ ‏للسرائر‏ ‏الإلهية‏,‏ومحترسا‏ ‏باستمرار‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏الروحية‏..‏ولا‏ ‏أحب‏ ‏أن‏ ‏أدخل‏ ‏في‏ ‏تفاصيل‏ ‏هذا‏ ‏الموضوع‏,‏فهي‏ ‏كثيرة‏ ‏ومتشعبة‏.‏
وعبارةأخطأت‏ ‏سامحوني‏ ‏التي‏ ‏يقولها‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏قداس‏,‏هل‏ ‏يقولها‏ ‏من‏ ‏قلبه‏,‏أم‏ ‏بطريقة‏ ‏روتينية‏,‏لايعنيها‏ ‏بحيث‏. ‏لو‏ ‏سئل‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏شيء‏ ‏أخطأت؟قد‏ ‏لايجد‏ ‏جوابا‏..‏
صلاة‏ ‏الاستعداد‏:‏
لذلك‏ ‏حسنا‏ ‏وضعت‏ ‏الكنيسة‏ ‏المقدسة‏ ‏صلاة‏ ‏استعداد‏,‏يقولها‏ ‏الكاهن‏ ‏وهو‏ ‏يفرش‏ ‏المذبح‏ ‏قبل‏ ‏القداس‏,‏ويقول‏ ‏فيها‏:‏
أيها‏ ‏الرب‏ ‏العارف‏ ‏قلب‏ ‏كل‏ ‏أحد‏,‏القدوس‏ ‏المستريح‏ ‏في‏ ‏قديسيه‏,‏الذي‏ ‏بلا‏ ‏خطية‏ ‏وحده‏,‏القادر‏ ‏علي‏ ‏مغفرة‏ ‏الخطايا‏..‏أنت‏ ‏يارب‏ ‏تعرف‏ ‏أني‏ ‏غير‏ ‏مستحق‏ ‏ولامستعد‏ ‏ولامستوجب‏ ‏لهذه‏ ‏الخدمة‏ ‏المقدسة‏ ‏التي‏ ‏لك‏.‏وليس‏ ‏لي‏ ‏وجه‏ ‏أن‏ ‏أقف‏ ‏أمام‏ ‏مجدك‏ ‏الأقدس‏..‏بل‏ ‏ككثرة‏ ‏رأفاتك‏ ‏أغفر‏ ‏لي‏ ‏أنا‏ ‏الخاطئ‏,‏وأمنحني‏ ‏رأفة‏ ‏ورحمة‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الساعة‏,‏لكي‏ ‏أبتدئ‏ ‏وأهيئ‏ ‏وأكمل‏...‏
ليتنا‏ ‏نصلي‏ ‏جميعا‏ ‏هذه‏ ‏الصلاة‏ ‏من‏ ‏أعماق‏ ‏قلوبنا‏..‏
ولا‏ ‏نكتفي‏ ‏فقط‏ ‏بالبعد‏ ‏عن‏ ‏الخطايا‏ ‏والسلبيات‏,‏بل‏ ‏ننمو‏ ‏في‏ ‏ثمار‏ ‏الروح‏ ‏وفي‏ ‏حياة‏ ‏النقاوة‏ ‏والكمال‏, ‏فنكون‏ ‏أصحاب‏ ‏خبرة‏ ‏روحية‏ ‏تنفع‏ ‏أولادنا‏ ‏المحتاجين‏ ‏إليها‏ ‏في‏ ‏مسيرتهم‏ ‏الروحية‏.‏
الجدية‏ ‏والروحانية‏ ‏في‏ ‏الصلوات
إن‏ ‏كان‏ ‏الأب‏ ‏الكاهن‏ ‏يصلي‏ ‏بروح‏ ‏وبجدية‏,‏يشعر‏ ‏الناس‏ ‏بعمق‏ ‏وتأثير‏ ‏صلواته‏,‏غير‏ ‏الذي‏ ‏يصلي‏ ‏بسرعة‏ ‏وبروتينية‏.‏
ولنضرب‏ ‏مثالا‏ ‏أو‏ ‏أكثر‏:‏
رشم‏ ‏مريض‏ ‏بالزيت‏:‏
فرق‏ ‏كبير‏ ‏بين‏ ‏كاهنين‏ ‏يرشمان‏ ‏مريضا‏ ‏بالزيت‏:‏
‏1- ‏أحدهما‏ ‏يرشمه‏ ‏بسرعة‏,‏ربما‏ ‏وهو‏ ‏يكلمه‏ ‏أو‏ ‏يكلم‏ ‏من‏ ‏حوله‏..‏أو‏ ‏في‏ ‏صمت‏..‏
‏2- ‏وكاهن‏ ‏آخر‏ ‏يضع‏ ‏يده‏ ‏علي‏ ‏المريض‏,‏ثم‏ ‏يتلو‏ ‏بكل‏ ‏خشوع‏ ‏وبصوت‏ ‏مسموع‏,‏بعض‏ ‏قراءات‏ ‏من‏ ‏الإنجيل‏ ‏منها‏:‏
ثم‏ ‏يدهن‏ ‏المريض‏ ‏بالزيت‏ ‏في‏ ‏هدوء‏,‏ وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏يقول‏ ‏كلمته‏ ‏دعاء‏ ‏للمريض‏,‏من‏ ‏عمق‏ ‏قلبه‏,‏وبمحبة‏,‏ويشعر‏ ‏المريض‏ ‏ببركة‏ ‏الكاهن‏ ‏وبصلواته‏ ‏ودعائه‏. ‏كما‏ ‏يشعر‏ ‏أيضا‏ ‏بجدية‏ ‏الصلاة‏,‏بل‏ ‏أيضا‏ ‏يحس‏ ‏فاعلية‏ ‏الصلاة‏. ‏‏
الاستعداد‏ ‏للتناول
معروف‏ ‏أن‏ ‏العلماني‏ ‏يهتم‏ ‏كثيرا‏ ‏بالتناول‏,‏ويستعد‏ ‏له‏ ‏بالتوبة‏,‏والصلح‏,‏وأمور‏ ‏روحية‏ ‏كثيرة‏,‏فماذا‏ ‏عنك‏ ‏أيها‏ ‏الأب‏ ‏الكاهن؟
إنك‏ ‏مطالب‏ ‏أن‏ ‏تصلي‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏معروفة‏,‏وتكون‏ ‏أول‏ ‏المتناولين‏.‏فهل‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏قداس‏ ‏تكون‏ ‏مستعدا‏.‏
أم‏ ‏أنت‏ ‏تتقدم‏ ‏إلي‏ ‏صلاة‏ ‏القداس‏ ‏الإلهي‏ ‏وإلي‏ ‏التناول‏ ‏مهما‏ ‏كانت‏ ‏حالتك‏ ‏الروحية؟‏!‏ولا‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏توقف‏ ‏القداس‏ ‏بسبب‏ ‏أخطاء‏ ‏ربما‏ ‏يعرفها‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الناس؟‏ ‏إنه‏ ‏أمر‏ ‏خطير‏ ‏بلاشك‏..!!‏
ظروف‏ ‏الكاهن‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏خدمة‏ ‏الأسرار‏ ‏الإلهية‏ ‏تحتاج‏ ‏إلي‏ ‏استعداد‏ ‏دائم‏..‏لأنه‏ ‏لو‏ ‏مارس‏ ‏الصلوات‏ ‏دون‏ ‏استعداد‏,‏وبحكم‏ ‏الضرورة‏ ‏الموضوعة‏ ‏عليه‏,‏وبخاصة‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏هو الكاهن‏ ‏الوحيد‏ ‏في‏ ‏كنيسته‏,‏أو‏ ‏في‏ ‏البلدة‏ ‏كلها‏..‏لأصبحت‏ ‏هذه‏ ‏عادة‏ ‏عنده‏ ‏يلتمس‏ ‏لنفسه‏ ‏الأعذار‏ ‏فيها‏.‏
وهكذا‏ ‏تحدث‏ ‏الاستهانة‏ ‏بالأسرار‏ ‏وبالصلوات‏ ‏وبخدمة‏ ‏المذبح
لذلك‏ ‏يختارون‏ ‏الأب‏ ‏الكاهن‏ ‏من‏ ‏أفضل‏ ‏العناصر‏ ‏وأعمقها‏ ‏روحا‏ ‏وأكثر‏ ‏فضيلة‏,‏لكي‏ ‏يكون‏ ‏مستعدا‏ ‏كل‏ ‏يوم‏,‏بل‏ ‏كل‏ ‏حين‏,‏لخدمة‏ ‏الأسرار‏ ‏الإلهية‏...‏
سمعت مرارا بعض الكهنة يرددون أن الصلوات وضعت فقط للحياة الرهبانية ولا دخل لنا فيها نحن الكهنة الأبرشيين، و أجيب بأن ما يقولونه صحيح فقد بدأ الرهبان تلاوة هذه الصلوات وإنشادها إلا أن الكنيسة أقرت تدريجا استعمالها للكاهن لفائدتها في تنشيط حياته الروحية ولأنها تجعله يعيش أسرار المسيح التي تحوّله بالروح القدس تحويلا جذريا وتجعل منه مسيحا آخر، فمن خلال النصوص والقراءات والابتهالات يتعرف الكاهن على سير الآباء القديسين، يتمثل بهم ويولد باستمرار ليبقى إلى جانب المسيح “ويمارس بسخاء المحبة الرعوية، مُكثّفا شركته مع الجميع، وبالدرجة الأولى مع الكهنة الآخرين” إذن الكاهن ملزم بها لأنها مع صلاته الفردية وتأملاته اليومية “تساهم في إخصاب خدمته الكهنوتية” وتعميق حياته الروحية لأنه من حق رعيته عليه أن يكون رجل الله، يحمل يسوع في حياته ويحمله لهم ويقودهم ليدحرجوا معا الحجر فيعاينوا مجد قيامة المسيح، ومن حقهم عليه أيضا أن يكون مستودعا مقدسا لكلمة الله يوزع عليهم جسد يسوع ودمه المقدسين.
سمعت أيضا بعضهم يقول بأن كل ما أفعله في حياتي هو صلاة، زيارتي الرعوية صلاة، وعيادتي المرضى صلاة، ومرافقتي المسنين صلاة، وعملي مع الشباب صلاة… فعلى الرغم من أن هذا القول يحمل خطرا كبيرا لكنه صحيح إلى حد كبير لأن كل ما نفعله يكون لمجد الله “فإذا أكلتم أو شربتم أو مهما فَعلتُم، فافعَلوا كُلَّ شَيء لمجدِ الله” (1 أفس 10/31). إن الصلاة تفترض مني أن أتفرّد بيسوع المسيح وأختلي به وأتحدث إليه وأسرُّ إليه بما يخالج قلبي من عواطف وحاجات ثم أضع ذاتي بين يديه وأستسلم إلى إرادته بثقة الابن لأبيه فأتمكن من أن أناديه أبي “أرسل الله رُوحَ ابنه إله قُلوبنا، الروحُ الذي ينادي: يا أبَتا” (غلا 4/6)
إن الصلة بين حياة الكاهن الروحية والصلوات التي جمعتها الكنيسة على مر الزمن من الآباء القديسين والموجودة في كتب الصلوات الطقسية، عميقة جدا، فإذا أراد الكاهن أن يُنمي حياته الروحية عليه أن يحافظ على تلاوة صلواته اليومية لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بخدمته الكهنوتية ولأنها تحوي “كنز الكنيسة الروحي” (أعطيكم رعاة للبابا يوحنا بولس الثاني 26) ، إنها حقا عصارة فكر الآباء وعمق روحانيتهم وجلال قداستهم. الكاهن بمواظبته عليها يلتمس باسم الكنيسة الشفاعة لشعب الله وبخاصة أبناء وبنات رعيته، وبالوقت عينه يصلي من أجل الكنيسة لتكون دوما شاهدة ومقدسة وخادمة ومعلمة. والكاهن الذي يعي هويته الكهنوتية سيحافظ حتما وبدقة على هذه الصلوات من أجل قداسة شعب الله ومن أجل قداسته الشخصية وقداسته كل يوم من أيام حياته.



Back to top
Permissions in this forum:
You cannot reply to topics in this forum